أنواع المخاطر وتصنيفاتها

أنواع المخاطر الشاملة

تندرج المخاطر في عدة أنواع كما تتخذ عدة أشكال وتؤثر في المؤسسة بعدة طرائق. وتلحظ الأدبيات التي تتناول إدارة المخاطر عددًا من العناوين الأساسية المختلفة. والواقع أن بعض المؤلّفين يستخدم تسميات مختلفة لتسمة أنواع المخاطر المختلفة. لكن العناوين أو الأنواع العريضة تتمثل بما يلي:

  • المخاطر الاستراتيجية.
  • المخاطر التشغيلية.
  • المخاطر المالية.
  • المخاطر المعرفية.
  • المخاطر الكارثية.

وفيما يلي وصف مفصل لكل نوع من هذه الأنواع من المخاطر.

المخاطر الاستراتيجية

تشمل المخاطر الاستراتيجية المخاطر المرتبطة بالأداء الطويل الأمد للمؤسسة. وتنطوي هذه المخاطر على مجموعة من المتغيرات، مثل السوق، وإدارة الشركة، وأصحاب المصالح. والواقع أن السوق يتميّز بمستوى عالٍ من التغيّر، حتى أنه قد يتغير في وقت قصير نسبيًا، على غرار الخصائص الاقتصادية المميّزة للدولة أو الدول التي تنشط فيها المؤسسة. أما مخاطر إدارة الشركة في المؤسسة، فتتضمن المخاطر المرتبطة بالأخلاقيات التي تعمل المؤسسة بموجبها. وتشمل الأمثلة في هذا الصدد سمعة المؤسسة ورغبتها في الحفاظ على هذه السمعة، ربما على حساب الابتكار أو التطورات الجديدة. أما مخاطر أصحاب المصالح فتشمل من جهتها المخاطر المرتبطة بالمساهمين، والشركاء، والزبائن، والمورّدين. والواقع أن مواقف المساهمين قد تتغير بسرعة في حال تراجع أرباح الأسهم.

المخاطر التشغيلية

تشمل المخاطر التشغيلية المسار نفسه، وقاعدة الأصول، والأشخاص في الفريق العامل على المشروع، والضوابط القانونية التي تعمل المؤسسة ضمنها. ولا بدّ من الإشارة إلى أن مخاطر المشروع تشكل نوعًا من أنواع المخاطر التشغيلية، علمًا بأن البعض قد يدّعي ضرورة التفكير في المخاطر في المشاريع الطويلة الأمد من منظور إدارة مخاطر المشاريع الاستراتيجية. هذا ويشمل مسار إدارة المخاطر التشغيلية المنتج نفسه، ومدى ملاءمته لطلب السوق، والتسويق، والمبيعات، والتسليم. أما مخاطر الأشخاص، فتتضمن المخاطر المرتبطة بالموارد البشرية وتطوير الموظفين فيما تضم المخاطر القانونية المشاكل التعاقدية، والموجبات القانونية والمسؤولية القانونية.

المخاطر المالية

والواقع أن هذا النوع تحديدًا من المخاطر يحظى بأكبر قدر من التغطية في الأدبيات التي تتناول إدارة المخاطر. لكن المخاطر المالية، التي جرت تغطيتها بصورة شاملة في وحدات اختيارية أخرى في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في كلية إدنبرة لإدارة الأعمال Edinburgh Business School (وفي غيرها)، تقع خارج نطاق دراستنا الحالية في هذا المقرر. (يمكن مطالعة مقرر الإدارة المالية لمزيد من القراءة حول إدارة المخاطر المالية).

المخاطر المعرفية

تشمل المخاطر المعرفية أجهزة وبرمجيات تكنولوجيا المعلومات، وإدارة المعلومات، وإدارة المعرفة، والتخطيط علمًا بأن مؤسسات عدة تعتبر أن تكنولوجيا المعلومات تشكل مجالاً يزداد أهمية يومًا بعد يوم. فتعجز معظم الشركات الحديثة عن العمل من دون الدعم الذي توفّره أجهزة الكمبيوتر المعقدة. والواقع أن مخاطر وقوع عطل كبير في تكنولوجيا المعلومات يشكل السيناريو الكابوس بالنسبة إلى الكثير من المؤسسات الكبري.

المخاطر الكارثية

تشمل المخاطر الكارثية المخاطر التي لا يمكن توقعها بفاعلية، ولا يمكن بالتالي قياسها كميًا بدقة. ويتمثل الإجراء الوقائي المعتاد في هذه الحالة بتغطية مثل هذه المخاطر بمجموع أو احتياطي ما للطوارئ.

لا بد من الإشارة إلى أن هذه الأنواع من المخاطر على صلة وثيقة ببعضها البعض إلى حد ما. فترتبط المخاطر التشغيلية بالمخاطر الكارثية وتشمل مجالات شأن مخاطر فشل خط إنتاجي. ويمكن أن يعجّل انقطاع الطاقة (مخاطر كارثية) في حدوث مثل هذه المخاطر التشغيلية علمًا بأنه قد ينجم عن مشاكل داخلية مثل سوء حالة الكابلات أو كابحات التيار، أو عن مشاكل خارجية مثل الانقطاع العام في الطاقة.

والجدير بالذكر أن أنواعًا عديدة فرعية ومحددة من المخاطر قد تطرأ ما بين هذه العناوين الرئيسة للمخاطر. وقد تمت مناقشة هذه الأنواع في الأقسام التالية في هذا الكتاب.

أنواع مخاطر السوق والمخاطر الثابتة

يمكن النظر في المخاطر استنادًا إلى المحصّلات. والواقع أن بعض المخاطر قد يفرز محصلات إيجابية وسلبية على حد سواء، مثل المخاطر المرتبطة بشراء أسهم في الشركة. فقيمة هذه الأسهم قد ترتفع أو تنخفض، والنتيجة النهائية قد تتمثّل بريح صاف أو خسارة صافية بالنسبة إلى المشتري. لكن أنواعًا أخرى من المخاطر قد تكون أقل ديناميةً وتتعلق بالخسائر فقط. ومثال على ذلك التأمين. فالشركة التي تتمتع بتغطية التأمين تخسر أقل من الشركة التي تفتقر إليها، علمًا بأن الشركتين تخسران المال. لكن الفرق يكمن في مبلغ المال الذي تخسره كل منهما.

يتم اختصار هذان التصنيفان أحيانًا بمخاطر السوق والمخاطر الثابتة، وقد تم تفسير كلا منهما أدناه:

مخاطر السوق (المخاطر العملية أو المخاطر الديناميكية)

تُعتبر أنواع مخاطر السوق ديناميكية. وهي تتعلق بالقيم الإيجابية والسلبية على حد سواء، أو بالأرباح والخسائر المحتملة بالنسبة إلى المؤسسة. ولا بدّ من الإشارة إلى أن مخاطر السوق العملية ترتبط بشكل رئيس بالمخاطر بالنسبة إلى كل أصحاب المصالح في الشركة، في حين أن مخاطر السوق المالية تنحصر بالمساهمين. هذا ويمكن لمخاطر السوق أن تتغير بمرور الوقت، وأن تتفاوت بين القيم الإيجابية والسلبية المحتملة.

ويتم قياس مخاطر السوق بحسب التغييرات والتباينات في السوق عمومًا. ولا يمكن تفادي هذه المخاطر لا سيما أنها ترتبط بعوامل تقع خارج نطاق سيطرة صانع القرار وقد تؤدي إلى تأثيرات إيجابية أو سلبية. وبالتالي، تنطوي مخاطر السوق بالنسبة إلى المؤسسة على احتمال الربح كما الخسارة في النشاطات التجارية. وقد تشمل الأمثلة الواضحة على أنواع المخاطر هذه:

  • تعويم الأسهم.
  • نشاطات المنافسين.
  • الاستثمار في الأبحاث والتطوير.
  • إطلاق منتجات جديدة.
  • النشاط الاقتصادي العام.

فضلا عن ذلك، يُمكن أن تُقسم مخاطر السوق إلى مكوّنين رئيسين يتمثَّلان بالمخاطر العملية والمخاطر المالية. تنشأ مخاطر السوق العملية عن متاجرة الشركة بأصولها وتطال الشركة بأسرها، ما يعني أنها تتوزع على المساهمين، والدائنين، والمستخدمين، وغيرهم من أصحاب المصالح. أما مخاطر السوق المالية، فتنجم عن نسبة التجهيز التي تشكل مقياسًا لتمويل المؤسسة. وتتمثّل مخاطر السوق المالية بمخاطر انخفاض القيمة السنوية للأسهم إلى صفر، ما يعني أن المساهمين لا يحققون أي عائدات من أسهمهم.

المخاطر الثابتة (المخاطر المحددة أو المخاطر التي يمكن التأمين عليها)

تنحصر أنواع المخاطر الثابتة بالخسائر. فيتم النظر في الخسائر المحتمل وقوعها والسعي إلى تطبيق سبل الوقاية والحماية من أجل تقليصها إلى الحد الأدنى. وتشكل بوليصة التأمين مثالاً واضحًا على ذلك. وعلى غرار مخاطر السوق، يمكن للمخاطر الثابتة أن تتغيّر بمرور الوقت، كما يمكن لمستوى الحماية الذي توفره الإجراءات المضادة أن يتفاوت.

يُقصد إذا بالمخاطر الثابتة أنواع المخاطر التي لا تنطوي إلا على احتمال الخسارة. وبالتالي، يتم البحث عمومًا في اعتبارات المخاطر المحددة مع الحرص على أن يبلغ أداء الشركة مستوىً معينًا. وتسعى الشركة على وجه الخصوص إلى تقليص الخسائر أو المشاكل إلى الحد الأدنى. وتشمل الأمثلة الواضحة على ذلك:

  • التأمين ضد الحريق.
  • التأمين ضد مسؤولية الغير والمسؤولية القانونية العامة (الخسارة المتأتية).
  • التأمين ضد المسؤولية عن الأذى (التعويض المهني).
  • التأمين على الموظفين.
  • أشكال اختيارية أخرى من التأمين.

من الواضح أنه بالإمكان تقليص المخاطر الثابتة وضبطها إلى حد ما. لكن مخاطر السوق ستظل قائمة دومًا. والواقع أن أحد مكوّنات نظرية المحفظة ينص على أنه لا يمكن للمخاطرين أن يتوقعوا الفوز بمكافأة مقابل قبولهم بمخاطر يمكن تفاديها. فلا ينبغي توقع الفوز بمكافأة إلا لدى القبول بمخاطر السوق. وبالتالي، تتمثل الاستراتيجية الفضلي، في حال كانت ملائمة، بالتنويع. فيمكن للمؤسسة أن تقلّص مفاعيل مخاطر محددة عبر التأمين ضدها (حيث أمكن ذلك) وعبر التنويع. والواقع أن عمليات الامتلاك والدمج تشكل وسيلة تسمح لها بأن تتطوّر في مجالات جديدة. وعبر توسيع مجموعة المجالات الجديدة هذه، تشتت المؤسسة المخاطر المحددة وتجعل النظام أشد مقاومة للصدمات الناجمة عن مخاطر السوق، كالتغيير المفاجئ في القوانين أو في سياسة الحكومة الضريبية.

إلا أن مخاطر السوق والمخاطر الثابتة تتداخل مع أنواع المخاطر التي تمت مناقشتها سابقًا. وقد يشكل فتح خط إنتاجي جديد مثالاً عن مخاطر السوق الاستراتيجية، كما قد تشكل بوليصة التأمين ضد المخاطر كافة لتغطية الإصابات لدى الأشخاص وفي الممتلكات مثالاً عن مخاطر تشغيلية ثابتة.

أنواع المخاطر الخارجية والمخاطر الداخلية

يمكن أيضًا تصنيف أنواع المخاطر بطريقة تتجاوز القيم النوعية والقيم الثابتة وقيم السوق التي تمت مناقشتها في الأقسام السابقة. أما نظام التصنيف الواضح المُدرج أدناه، فيرتبط بما إذا كانت المخاطر تنشأ داخل المؤسسة أو خارجها.

1. أنواع المخاطر الخارجية

تنشأ المخاطر الخارجية وتنشط خارج المؤسسة، ونتيجة لذلك، لا تتمتع المؤسسة فعليًا بأي سيطرة على هذه المخاطر، كما أنها مضطرة لتوقع الأحداث المحتملة الوقوع والمضي قدمًا أو الاستجابة بمجرّد أن تطرأ العوامل الخارجية. وقد تنبثق المخاطر الخارجية عن المؤسسات الأخرى، والحكومة، والتغييرات في مطالب المستهلكين والزبائن، وما إلى ذلك. فلا تملك المؤسسة أي خيار بديل سوى الاستجابة للمخاطر عندما تطرأ.

نذكر أدناه بعض المخاطر الخارجية الواضحة:

مخاطر المنافسين

تشمل هذه المخاطر أفعال واستراتيجيات “الشركات الحديثة العهد” والجهات المنافسة المتأصلة، باعتبار أن أي شركة من الفئتين قد تطوّر وتطلق منتجًا جديدًا يشكل تهديدًا مباشرًا لقاعدة المبيعات الراسخة التي تمتلكها الشركة. وفي أسوأ الحالات، قد يهدد المنتج الجديد مقدرة الشركة على البقاء. وتذكر مثالاً جليًا عن ذلك ظهور جهاز البلايستايشن Playstation من إنتاج شركة سوني Sony في سوق لوحات الألعاب ومفعوله على الجهازين الرائدين في السوق آنذاك سيغا Sega ونينتندو Nintendo. وفي أيامنا هذه، تشكل سوني Sony شركة رأسمالها ۲۰ مليار دولار أميركي كما أن ثلث رقم مبيعاتها مصدره أجهزة البلايستايشن Playstation 1 و٢ والألعاب المرافقة لها.

مخاطر الطلب في السوق

تتغير مطالب قاعدة الزبائن وتتبدّل بسرعة. وتنطيق هذه الحالة على بعض الأسواق أكثر من غيرها. ومن الأمثلة التي تبلور هذه الفكرة، نذكر صناعة الموسيقى الشعبية وملابس المراهقين. فمن المعروف أن هذين القطاعين لا يثبتان على حال، وبالتالي يمكن أن يتغير الطلب إلى حد بعيد من دون سابق إنذار. وقد تشمل الأمثلة الأخرى الحاجة إلى نوع مختلف من المنتجات نتيجةً لسياسة الحكومة أو لمجموعات الضغط، كالطلب المتزايد في المملكة المتحدة على الوقود الخالي من الرصاص والمشتمل على نسبة متدنية من الكبريت نتيجةً للدعاية والتغييرات الضريبية المرتبطة بالاحتباس الحراري في العالم.

مخاطر الابتكار

يتزايد تأثير الابتكار والتغييرات السريعة في استراتيجيات المخاطر. ومجددًا، تتجلى هذه الظاهرة في بعض الصناعات أكثر من غيرها. وخير مثال على ذلك سوق أجهزة الكمبيوتر في المملكة المتحدة. فقد تم “تثقيف” الزبائن ليتوقعوا التغييرات والتحسينات المستمرة في سرعة المعالج، ومقدرة الذاكرة على التخزين، ومعالجة الألعاب، إلخ. ويُفترض بمصنّعي أجهزة الكمبيوتر أن يكونوا قادرين على تقديم التطورات والتحسينات المستمرة، وإلا سيعجزون عن المنافسة. وقد اعتمد مصنّعو الهواتف الجوالة استراتيجية مماثلة.

مخاطر التعرّض

تتعرض الشركات كافة لمستويات مختلفة من المخاطر التي تؤثر فيها بطرائق مختلفة. فالعوامل مثل نسبة التجهيز والاقتراض تؤثر في تعرّض الشركة ومقدرتها على الصمود في وجه التغييرات في البيئة، كالتغييرات في معدلات الفائدة. والجدير بالذكر أن مستويات الاقتراض المرتفعة قد تؤدي إلى مشاكل إذا ارتفعت معدلات الفائدة بسرعة نتيجة لتخوّف الحكومة من التضخم.

مخاطر المساهمين

يجدر بالشركة التي تعتمد على الأسهم أن تحافظ على رضى المساهمين. فقد تكون مفاعيل تراجع ثقة هؤلاء كبيرة على الشركة ولا سيما على مقدرتها على زيادة رأس المال. وفي بعض الأحيان، يجدر بالشركات أن تضع المساهمين في موضع مرتفع عندما يحين موعد دفع أرباح الأسهم. ومثالٌ على ذلك شركة خطوط السكة الحديدية رايلتراك Railtrack في العام 2001. ففي العام 2000، حققت الشركة أرباحًا هامة ودفعت أرباح أسهم أولية بلغت قيمتها نحو 21 لكل سهم في ذاك العام. لكن بحلول العام 2001، ونتيجة لبنود استثنائية شملت استثمارات كبرى في البنية التحتية لخطوط السكة الحديد، تدنّت أرباح شركة رايلتراك Railtrack، ولكنها ظلت تدفع أرباح الأسهم نفسها، 21 لكل سهم علمًا بأنه يمكن للبعض الادعاء بأن أداء الشركة لا يبرر هذه القيمة بكل بساطة.

المخاطر السياسية

يمكن لحكومة الدولة الأم والدول الخارجية التي توسّعت فيها الشركة أن تشكل خطرًا كبيرًا. فالسياسة الحكومية الضريبية والأداء الذي يحققه الاقتصاد بالنتيجة قد يشكلان الفرق بين النجاح والفشل في أي مجازفة جديدة. وقد تشمل الأمثلة النموذجية على ذلك قرار الحكومة البريطانية الحفاظ على الجنيه الإسترليني وعدم اعتماد اليورو. وقد ترك هذا القرار، المعزز بقوة الجنيه الإسترليني في المملكة المتحدة، مفعولاً مهمًا على شركات التصنيع التي تصدّر سلعًا مصنعةً. هذا وكان للجنيه الإسترليني مفعوله على قطاع السياحة باعتبار أن السائحين يحصلون على عدد أقل من الجنيهات الإسترليني مقابل عملتهم المحلية. وقد تضاعف هذا المفعول في المملكة المتحدة في العام 2001 بفعل تفشي الحمّى القلاعية، ما أحبط من عزيمة السائحين من داخل المملكة المتحدة وخارجها على حد سواء، وخلّف أيضًا مفاعيل سلبية أخرى على قطاع السياحة في المملكة المتحدة.

مخاطر القوانين

تستمر الحكومات في تغيير القوانين القائمة واستحداث قوانين جديدة. ويمكن لهذه القوانين أن تؤثر في ربحية المؤسسات المعنية. وفي بعض الحالات، قد تكون من النوع الذي لا يتكرر ويستهدف مسألة أو مشكلة محددة. لكنها قد تكون أيضًا قوانين عامة وتؤثر في كل مجالات الصناعة. ومثالٌ على ذلك التغييرات في التشريعات البيئية التي تؤثّر في بنود مثل الانبعاثات المسبّبة للتلوث، والتخلّص من النفايات، ومعايير المياه، إلخ. فالشركات التي تستثمر في توليد الطاقة الكهربائية في الاتحاد الأوروبي في العام ٢٠٠١ مضطرة نوعًا ما لاختيار الغلّايات التي تعمل على الغاز باعتبار أن البدائل ليست عملية على مستوى التكلفة (النقط) والبيئة (الفحم والطاقة النووية) في حين أنه يتم تجاهل المفاعيل لجهة نضوب مخزون الغاز على نطاق واسع.

مخاطر التأثيرات

يبرع بعض الشركات أكثر من البعض الآخر في تحمّل “الضربات” الكبيرة. وقد يعتمد ذلك على الكثير من المتغيّرات، وضمنًا على درجة التنويع. كذلك، تقوم المقدرة على تحمل مخاطر التأثيرات بشكل رئيس على درجة التعرّض في جانبية مخاطر الشركة وحساسية القطاعات المختلفة فيها تجاه هذا التأثير. وفي بعض الأحيان، قد تتعرض الشركات للمخاطر المالية ولمخاطر السمعة على حد سواء، لكنها قد تكون أشد حساسية تجاه مخاطر السمعة. فقد تتمكّن هذه الشركات من تحمّل النتائج المالية لتأثير كبير (تعويض، إعادة إلى منصب سابق، إلخ)، فيما تعاني بشدة بفعل الضرر الذي يلحق بسمعة الشركة (خسارة ثقة المستهلكين مستقبلاً، تراجع المبيعات، إلخ). وتشمل الأمثلة عن الضربات الكبيرة التي تسببت بتدمير شركات، شركات راتنرز Ratners ووايت ستار لاین White Star Line وشركة بان أميريكان إيروايز Pan American Airways (الخطوط الجوية عبر أميركا).

2. أنواع المخاطر الداخلية

الواقع أن المخاطر الداخلية المحتملة كثيرة جدًا، وهي تنشأ داخل المؤسسة، ويُفترض، على الأقل نظريًا، بأن تكون الشركة قادرة نوعًا ما على السيطرة عليها.

وتذكر فيما يلي بعض الأمثلة عن هذه الفئة.

مخاطر المسارات التشغيلية

وتشمل هذه المخاطر عوامل مثل:

  • مخاطر توافر الموارد البشرية.
  • مخاطر المقدرة على الإنتاج.
  • مخاطر المنافسة المستندة إلى الوقت.
  • مخاطر التباينات في مطالب الزبائن.
  • مخاطر فشل المسار.
  • مخاطر احترام معايير الصحة والسلامة.
  • مخاطر الاستجابة التكتيكية.
  • مخاطر التغيير.

المخاطر المالية

وتشمل هذه المخاطر عوامل مثل:

  • مخاطر الاقتراض.
  • مخاطر التدفق النقدي.
  • مخاطر الأسهم.
  • مخاطر التركيز.
  • المخاطر الجانبية (الأمن).
  • مخاطر خسارة الفرص.
  • مخاطر تكلفة الفرص.
  • مخاطر سعر الصرف.

مخاطر الإدارة

وتشمل هذه المخاطر عوامل مثل:

  • مخاطر الأخطاء في الإدارة.
  • مخاطر القيادة.
  • مخاطر التلزيم.
  • مخاطر تنفيذ الاستراتيجية.
  • مخاطر التواصل.

مخاطر تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا

وتشمل هذه المخاطر عوامل مثل:

  • مخاطر بطلان الأنظمة.
  • مخاطر التعطل والفشل.
  • مخاطر الغش.
  • مخاطر الفيروسات الضارة.
  • مخاطر تعريض النظام للخطر.
  • مخاطر الحد من المقدرة.

المخاطر الممكن توقعها والمخاطر التي لا يمكن توقعها

تُعتمد تصنيفات أخرى عديدة لأنظمة أو أنواع المخاطر. ويرتبط التصنيف الهام الأخير الذي نعرضه هنا بإمكان أو استحالة توقع المخاطر.

المخاطر الممكن توقعها هي أنواع المخاطر التي تكون “معلومة مجهولة”، مثل التغييرات في معدلات الفائدة عندما يشهد الاقتصاد تقلّبات. فبالإمكان توقع هذه المخاطر بشيء من الدقة إنما من دون يقين. أما المخاطر التي لا يمكن توقعها، فهي المخاطر “المجهولة تمامًا”. ولا يمكن توقع هذه المخاطر بأي قدر من الدقة. ومثال على ذلك عدم الاستقرار الاقتصادي في أسواق الولايات المتحدة الذي تسببت به الانتخابات الرئاسية الحامية في كانون الأول / ديسمبر في العام 2000، أو الأحداث الرهيبة التي وقعت في الحادي عشر من أيلول / سبتمبر في العام 2001.

وبالتالي، قد تشكل المخاطر الداخلية الديناميكية التي لا يمكن توقعها تغييرًا في مكانة المشروع. فقد تبدأ المؤسسة مشروع ما وتعطيه الأولوية القصوى. لكنه من الممكن أن تطلق مشروعًا آخر مباشرة بعد المشروع الأول، فيحظى هذا المشروع الجديد بالأولوية القصوى. وتشكل هذه الحالة مخاطر ديناميكية باعتبار أنها قد تعزز أو تقوّض الأداء الشامل للمشروع وفعاليته. ومن الواضح أنها مخاطر داخلية لأن المكانة لا ترتبط إلا بمحفظة الشركة، كما أنها مخاطر لا يمكن توقعها لأنه ما كان بالإمكان التنبؤ بها لدى تنفيذ المشروع الأصلي.

مراجعة موضوعات إدارة المخاطر:

المصدر

  • الوحدة الثالثة من كتاب إدارة المشاريع، إدارة مخاطر المشروع – أنواع المخاطر وتصنيفاتها. تأليف الأستاذ ألكسندر روبرتس والدكتور وليام والاس، جامعة هيريوت وات، كلية إدارة الأعمال، إدنبرة، إسكتلندا، المملكة المتحدة.
  • موسوعة إدارة المشاريع، مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات.
error:
Scroll to Top