نظريات القيادة و الإدارة الأكاديمية

نظريات القيادة و الإدارة الأكاديمية !!

تختلف نظريات القيادة والإدارة منذ زمن حول العديد من النقاط التي تختص بدراسة الصعيدين الفني العملي أو الشخصي الإنساني لمسألة القيادة والإدارة بشكل عام، ومن يدقق في تلك النظريات والخلافات والتباينات التي تأسست حولها يكاد يجزم بأن هناك صراع واضح وصريح يدور بين مجموعة من الإداريين ومجموعة أخرى من القادة يحاول كل منهم أن يثبت صحة النظريات التي تعزز من أهلية وتفوّق أسلوب المجموعة التي ينتمي لها، والغريب في هذا الصراع أن كل ما يُقال ويكتب ويؤلَف من كُتب ونظريات في هذا الشأن يكون بأقلام أكاديميين ومفكرين لا علاقة لهم بأي من المجموعتين!!

وقد ساد الرأي الذي يقول بأن المفكرين والمثقفين والأكاديميين المتخصصين يعيشون في أبراج عاجية بعيدة عن الواقع التطبيقي حتى أننا نستطيع أن نلحظ ذلك من خلال ندرة شغلهم للمناصب الإدارية العليا في مؤسسات الدولة، ولكن الأمر المؤكد أنهم دوماً متواجدون في المناصب الأكاديمية المتنوعة بمستوياتها المختلفة في الجامعات ضمن منظومة مُحكمة تندر فيها الصراعات أو الخلافات الشخصية، ولكنَها قد تكون مكاناً للمنازلات العلمية المكتوبة باستخدام الأبحاث والدراسات والنظريات التي من الممكن أن ينشأ الخلاف حولها والتي يكون الهدف منها دوما التطور والتقدم العلمي والنهضة بشكل عام.

ولو علم أصحاب نظريات الإدارة والقيادة السابقون، أو حتى الجُدد، بأنه سيأتي يوماً يتسلم فيه واحد منهم، كأكاديمي متمرّس، منصباً مهماً في الدولة لبادروا بتنفيذ سلسلة من الأبحاث التي لا تُعد ولا تُحصى بهدف تأليف الكتب المتخصصة واكتشاف نظريات جديدة تختص بهذا الأمر والتي يمكن أن يطلق عليها “نظريات القيادة و الإدارة الأكاديمية ” لتكون دليلهم العلمي الاسترشادي ووسيلتهم المثلى لتحقيق النجاح عند توليهم تلك المناصب، والتي في اعتقادي أنها ستحتوي على الكثير من الاختلافات الجوهرية عن كل ما أنتجوه من كتب ونظريات تختص بالإدارة والقيادة الاعتيادية.

يبقى أن نتوقع أن تحتوي تلك الكتب والنظريات المُنتظرة باباً خاصاً بمسألة “حل النزاعات والخلافات مع المدير أو القائد الأكاديمي” وهو الباب الذي ينبغي أن يحظى بالأهمية الكبرى في هذا العصر، وفي اعتقادي أنهم سيكتشفون أن التواصل “المكتوب” والمعزز بالحجة العلمية القوية والشرح المفصل لوجهات النظر وما ترتكز عليه من أسباب وتحاليل هو من أفضل الطرق اللازم إتباعها للتواصل بهدف حل أي خلافات مع هذا النوع من المدراء أو القادة، تماماً مثلما يحدث في أروقة الجامعات وأيضاً مثلما نراه ونقرأه في الكتب التي يؤلفونها أولئك الأكاديميون وصراعاتهم التي ظهرت حتى في نظريات الإدارة والقيادة!!

error:
Scroll to Top