الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

أهمية وضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

نعم إن وضع هيكل مبدئي لموضوعات البحث مهم للأسباب الآتية:

  1. إن اختيـار موضوع البحث لا يتم نهائيًا إلا بعد تكوين هيكل مبـدئي لموضوعات البحث: ذلك لأن عنوان أي بحـث لا يكون له معنى واضح ومـحـدد إلا مـن خـلال الإطار الذي سيتم معالجته. فالهـيكل المبدئي له قدرة على تحديد العنوان وعلى حسن صياغته. وبالنسبة لرسائل الماجستير والدكتوراه فإن الأستاذ المشرف عادة ما لا يوافق على العنوان إلا إذا قدم الباحث الهيكل المبدئي للموضوعات وقائمة مراجع وعـناصر أخرى، .. إلخ.
  2. إن الهيكل المبدئي لموضوعات البحث ضروري لمساعدة الباحث على البحث في المكتبة عن المراجع المرتبطة بالموضوعات التي يعالجها البحث.
  3. والهيكل المبدئي لموضوعات البحث المحدد جيدًا ضروري في عملية أخذ مذكرات من المراجع، حيث يتم أخذ المذكرات وترقيـمها طبقًا لأجزاء الهيكل المبدئي وبدون الهيكل المبدئي سيصبح من العسير السيطرة على ذلك العدد الهائل من المذكرات.
  4. كما أن الهيكل المبدئي لموضوعات البحث المصمم بطريقة تشـد انتباه القارئ له قدرة تحفيزية كبرى للقارئ والباحث نفسه.

لا يكون لأي عنوان بحث معنى إلا من خلال الإطار الذي سيتم معالجته.

تصفح كتالوج، بطاقات الموضوعات بالمكتبة

بعد الاستقرار على موضوع محدود للبحث؛ فإن الواجب عليك أن تذهب إلى المكتبـة لتجهيز مصادر المعرفة في المكتبة أو أن تبحث في الإنترنت. اقرأ أولا عن الموضوع العام الذي يمكن أن يحوي موضوعك المحدد. تصفح أحد الكتب التي تحوي الموضوع العام ليعطيك بعض الأفكار عن موضوعك.

انظر في المكتبة في “كتالوج” البطاقات؛ انظر بصفة خاصة في بطاقات الموضوعات ودع أصابعك تمر بسرعة على هذه البطاقات بعد قراءة عناوينها لكي تقرر بنفسك ما إذا كانت مصادر المعلومات في هذه المكتبة ستكون كافية. تذكر أن كل المطلوب في هذه الحالة هو مجرد النظر إلى عناوين بطاقات الموضوعات في المكتبة، وليس تـكـوين قائمة المراجع المبدئية لأنك حتى هـذه اللحظة لا تستطيع أن تقرر فيما إذا كان موضوعك الذي اخترته سيكون نهائيًا: فليس هناك فائدة من اختيار موضوع ليس له مراجع أو مراجعه محدودة جدًا، وكذلك الأمر مع البحث في الإنترنت.

اختيار خطة في وضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

هناك أكثر من خطة في وضع الهيكل المبدئي يشـرحها لنا دليل المعايير لجامعة نيويورك (ص 18 وما بعدها).

خطة زمنية أو ترتيب زمني

في هذه الطريقة يتم عرض الموضوع على طريقة القصـص حيث يتم عرض الحوادث على أساس ترتيب زمني.

خطة الهيكل أو الوظائف

في هذه الطريقة يتعرض الباحـث لدراسة عناصر الموضوع سـواء من حيث التكوين الهيكلي للموضوع أو التكوين الوظيفي. إنه يعرض كيف ترتبط هذه العناصر بعضها ببعض وعلاقتها بالكل.

خطة الاستقراء في وضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

في هذه الطريقـة يحاول الباحث الوصول إلى عمـوميات من خلال أحداث معينة. إنه يبـدأ من الخاص إلى العام، من المفردات إلى العموميات مستخدمًا الأدلة من المفردات والأحداث الفردية.

خطة الاستدلال

في هذه الطريقة يحاول الباحث من خلال تطبيق عموميات أن يتوصل إلى افتراضات محددة. من هذه الافتراضات المحددة يتوصل إلى نتائج محددة.

خطة العلاقة بين الأسباب والنتائج

هذه الطريقة تستخـدم إما الطريقة الاستقرائيـة أو الطريقة الاستدلالية، ولكنها تتعرض إلى أخطاء. صحيح أن بعض النتائج مرتبط بأسباب محددة، ولكن كل سبب لا يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى نفس النتيجة. ولكن العكس صحيح، وعلى ذلك تجب العناية الكاملة في استخدام هذه الخطة.

خطة المراحل في وضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

هذه الخطة شبيهة بخطة الترتيب الزمني، ولكنها تتعامل مع مراحل محددة يتم استعراضها بترتيبها السليم.

خطة المقارنة

في هذه الخطة يتم مقارنة وضع بوضع آخر، ظروف بظروف أخرى، إدارة بإدارة أخرى.. إن المقارنة تكون على أساس مدى التماثل ومدى الاختلاف.

خطة الإلغاء

في هذا الأسلوب يقوم الباحث بعرض عدة حلول للمشكلة، ثم يحاول أن يدلل بكل ما لديه من حجج على أن كل الحلول ليست مقبولة إلا حلا واحدًا أو حلين.

خطة حل المشكلات

هذه الطريقة غالبًا ما تستخدم في دراسات إدارة الأعمال والخطوات التي تستخدم للتوصل إلى نتائج تتبع طريقا علميًا كما يلي:

  • تحديد وتوضيح المشكلة.
  • جمع شامل لكل الحقائق المرتبطة بالمشكلة.
  • تحديد معايير الحل.
  • اقتراح الحلول البديلة.
  • اختيار أكثر الحلول منطقية في ظل الظروف.
  • كتابة التوصيات.

اهتم بالهيكل المبدئي بتفاصيله فهو بمثابة خطة طريق ويحتاج جهدًا كبيرًا ومتنوعًا.

التساؤلات التي تساعد في وضع الهيكل المبدئي

كلما فهمت موضـوعك أكثر كان عملك التالي أكثر سهولة وبصفة خاصة في تكوين المراجع المبدئية وفي أخذ المذكرات منها.

إن الطريقة المُثلى لوضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث هو أن تضع قائمة أسئلة تريد أن تجيب عنها ببحثك. وبطبيعة الحال لا يمكنك توجيه هذه الأسئلة لنفسك بدون كمية قراءات كافية في الموضوع. اقرأ وحـلل وناقش وتساءل وتشكك فيما تقرأ.

بعد أن تنتهي من القراءة المبدئية لعدد من المراجع فإنه يجب أن تسأل نفسك (وليس غيرك) ما هي الأسئلة المهمة التي تتوقع أن يجيب عنها البحث: استخدم أصدقاءك الـستة:

ماذا ولماذا ومتى وأين ومن وكيف؟

بدون هذه الأسئلة ستجد صعوبة في وضع الهيكل المبدئي لموضوعات البحث وبالتالي في تكوين قائمة المراجع المبدئية وأخذ المذكرات.

استخدم الأصدقاء الستة لكي تصمم هيكل مبدئي سليم لبحثك.

عناصر الهيكل المبدئي لموضوعات البحث

إن البحـث المرتب منطقيًا لا بد وأن يحوي “مقدمة” في البدايـة ويحوي “خلاصة” في النهائية. وبين المقدمة والخلاصة يوجد جسم أو “متن” البحث. وعلى ذلك فإن عناصر الهيكل المبدئي تشمل هذه الأجزاء الثلاثة.

في المقدمة يحاول الباحث أن يشرح أهداف البحث ويحدد المصطلحات التي يرى أنها ضرورية ولا سيما إذا كان لهذه المصطلحات عدة معانِ. إن الباحث يحاول أن يشرح كيف سيعالج الموضوع، ومن المفيد بطبيعة الحال أن يشرح الباحث خلفية الموضوع أو خلفية المشكلة وكذلك الحدود التي سيضعها الباحث في بحثه. خلاصة هذا أن الباحث يريد أن يعطي فكرة واضحة للقارئ عن الموضوع تحت الدراسة.

وفى خلاصـة البحث أو الملخص فإن الباحث يجب أن يشير إلى بعض النتائج التي اكتشفها. في هذا الفصل الأخير يشير إلى بعض الاقتراحات عن دراسات أخرى لبعض جوانب الموضوع، والتي كانت خارج خطته ومعالجته. وربما يجد الباحث من الضروري أن يقوم بعمل بعض التوصيات المرتبطة تمامًا بما توصل إليه من نتائج.

أما “المتن”، فهو نتيجـة بحث الباحث عن معلومات فهو يكـون جسم أو “صلب” الرسالة. إن خطة البحث غالبًا ما يتم الاستقرار عـليها قبل كـتابة الهيكل في حد ذاته وليس من غير العادي أن يغير الباحث هيكل البحث كلما تقدم في بحثه. وفي جميع الأحوال فإن اتجاه البحث يجب الاستقرار عليه تمامًا قبل البدء في الكتابة.

وقد يرى الباحث تقسيم بحثه إلى أبواب، ثم تقسيم الأبواب إلى فصول، وتقسيم الفصول إلى مباحث، وتقسيم المباحث إلى عناوين جـانبية، وتقسيم العناوين الجانبية إلى عنوان جانبي أصغر ربما يحوي فقرة واحدة.

ضع عدة بدائل للهيكل المبدئي للبحث وقارن بينها قبل الذهاب للمشرف.

نموذج لهيكل مبدئي لموضوعات بحث (ماجستير أو دكتوراه)

الفصل الأول: تحديد المشكلة والمصطلحات وخطة البحث

  1. تحديد المشكلة.
    • خلفيات المشكلة.
    • تحديد المشكلة (في هذا البحث).
  2. الفرضيات Hypothesis.
  3. الهدف من البحث.
  4. الدراسات السابقة في هذا المجال.
  5. المصطلحات المستخدمة في هذه الدراسة.
  6. منهج البحث.
  7. إمكانية استكمال البحث.
  8. أهمية البحث.

لاحظ الفرق بين فرضية البحث Hypothesis وبين الافتراض (فَرَضي) Assumption الأول هو ما تحاول أن تثبت صحته أم الثاني فأنت تبنى عليه. (لمزيد من التفصيل حول الفرضيات يمكن قراءة الموضوع التالي: الفرضية في البحث العلمي واختبار الفرضيات الإحصائية.

الفصل الثاني: متن البحث

  • المبحث الأول: عنوان رئيسي
    • ( أ )
    • (ب)
    •  (ج)
  • المبحث الثاني: عنوان رئيسي
    • (أ)
    • (ب)
    • (ج)

الفصل الأخير: الملخص والنتائج والتوصيات

  1. الملخص.
  2. بيان بنتائج البحث.
  3. حدود الدراسة.
  4. اقتراحات بدراسات أخرى.
  5. النتائج النهائية للبحث.
  6. الاقتراحات.

هذا وقد يكون للأستاذ المشرف تفضيلات أخرى في الهيكل.

المصدر

  • كتاب دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية، ابتداء من اختيار الموضوع حتى وضع البحث في صورته النهائية، تأليف الدكتور سيد الهواري، القاهرة، 2004. الفصل الثالث: الهيكل المبدئي لموضوعات البحث.
الهيكل المبدئي لموضوعات البحث
الهيكل المبدئي لموضوعات البحث
error:
Scroll to Top