كتابة مشروع البحث للتسجيل للماجستير والدكتوراه

استعدادات أساسية قبل كتابة مشروع البحث

إن كتابة مشروع البحث غالبًا ما لا يكون ضروريًا إلا في حالة التسجيل لدرجة الماجستير والدكتوراه. أما في حالة التقرير الذي يطلبه الأستاذ في أحد المواد في أثناء السنة فقد يكتفى الأستـاذ بالتفاهم شفاهة. أما إذا تطلب الأمر عمل مشروع بحث فإن الإجراءات النمطيـة لا تختلف إلا في نقاط محددة حسب كل حالة.

قبل كتابة أي مشروع بحث يجب أن تكون مستعدًا بقراءة الفصول الأربع السابقة:

  1. الفصل الأول: لاستيعاب مقومات البحث العلمي السليم والاستعداد لأي تساؤل يثيره الأستاذ المشرف.
  2. الفصل الثاني: وهو الخاص باختيار موضوع البحث وبصفة خاصة الاعتبارات الواجب مراعاتهـا في اختيار الموضـوع وبالتالي في العنوان، وبصفة خاصة التحديد الدقيق للعنوان.
  3. والفصل الثالث: بحيث تكون قد قمت بعمل هيكل مبدئي لموضوعات البحث، وهو غالبًا نفس الهيكل المطلوب وضعه في مشروع البحث مع بعض التعديلات المناسبة هنا.
  4. والفصل الرابع: بحيث تكون قد انتهيت من تكوين المراجع المبدئية للبحث وتصميم أسئلة البحث الميداني إذا كان هناك.

تذكر دائما ألا تذهب إلى الأستاذ المشرف إلا وأنت في قمة الاستعداد، لأن المطلوب أن تكون مستعدًا لإعطائه انطباعًا بأنك فاهـم لموضوعـك وجاد وقادر، لا بالكلام ولكن بما يظهره مشروع البحث. يجب أن تجعل مشروع البحث يتكلم.

العناصر النمطية في مشروع بحث ماجستير أو دكتوراه

يبدأ مشروع البحث بصفحة يُكتب أعلاها عنوان البحث ويكتب في وسطها اسم الباحث، ويكتب أسفلها إنه مشروع بحث مقدم لـ (كلية كذا) للتسجيل لدرجة (الماجستير/ الدكتوراه) تحت إشراف الأستاذ الدكتور (فلان) وفي نهاية الصفحة يكتب الشهر والتاريخ.

وفيما يلي العناصر النمطية لمشروع بحث:

أولا: المشكلة

هذه أول خطوة في كتابة مشروع البحث للتسجيل للماجستير والدكتوراه، وتشتمل على توضيح كل مما يلي:

  1. خلفيات المشكلة: في هذا الجزء يتم عرض تاريخ المشكلة وتطوراتها بالأرقام كلما أمكن ذلك، ويجب أن يكون الطالب قادرًا هـنا على جعل القارئ يحس بـالمشكلة عن طريق التصاعد الدرامي للأفكار والمشكلات، بحيث يتنبأ القارئ – من خلال قراءته لخلفية المشكلة – بتحديد المشكلة.
  2. تحديد المشكلة في هذا البحث: في هذا الجزء يتم وضع حدود حول المشكلة التي سيتصدى لها الباحث بحيث يتم تعريفها تعريفًا جيدًا خلال كتابة مشروع البحث. والمفروض أن التصاعـد الدرامي في عرض خلفيات المشكلة يؤدى إلى ظهور المشكلة التي يتم معالجتها بوضوح.

ثانيًا: الدراسات السابقة المرتبطة بالمشكلة

يرى كثير من الأساتذة أنه من الضروري للباحث أن يبحث عن الدراسات السابقة المرتبطة بالمشكلة، فربما يجد أن المشكلة التي يريد بحثها قد تم بحثها بمعرفة آخرين وبالتالي فليس هناك ضرورة للبحث الجديد. وربما يرى أن البعض قد عالجها بشكل معين وهو يريد أن يعالجها بطريقة أخرى، من منظور آخر أو بأسلوب آخر، … إلخ.

ثالثًا: الفرضيات Hypotheses

يفهم كثير من الباحثين كلمة “الفرضيات” الواردة هنا على أنها افتراضات Assumptions. وهناك فرق كبير بين “الفرضيات” وبين “الافتـراضات” أو المسلمات، فالفرضيـة، هي ما يُراد إثبات صحته أو خـطؤه في البحث، وهي تعتبر بها منافذ محتمله للحل.

أما الافتراض، فهو أساس يبنى عليه الحل. واضح أن الفرق كبير وخطير بين “الفرضية” و”الافتراض”.

ولنضرب لذلك مثلا: لنفرض أن سيارتك توقفت فجأة. فتوقف السيار هنا مشكلة، لأنها ستمنعك من الوصول إلى مقصدك في الميعاد، ولذلك فإنك تضع فرضية أن سبب المشكلة هو انتهاء البنزين أو انفصال التيار الكهربائي وهذه الفرضية Hypothesis إذا اختبرتها تصل إلى حل المشكلة. ولكن إذا افترضت أن السيارة كانت عند الكهربائي ومفروض أنه أصلح كل شيء، فإنك لن تدرس احتمال أي خلل في كهرباء السيارة.

خذ مثلا آخر: حاولت أن تدير سيارتك في الصباح ولكنها لم تعمل فإنـك تضع فرضية أن السبب هو إما أن البطارية ضعيفة (أو ميتة) أو أن البوجيهات محروقة أو أن البلاتين تآكل، فإذا ضربت نفيرًا، فقد تكتشف أن البطارية تعمل ولذلك فإن الفرضية التي تعتقد أن فيها الحل هي خلل البوجيهات أو البلاتين وليست البطارية.

الباحث المنهجي الذكي هو الذي يميز بين “الفرضية” و”الافتراض”.

رابعًا: الهدف من البحث

الهدف من البحث هو النتيجة أو النتائج التي ترغب الوصول إليها بالبحث وغالبًا ما يكون الهدف هو التحقق من صحة الفرضيات التي بنيت حول المشكلة. ويجب مراعاة منتهى الحذر في صياغة الهدف من البحث حيث إن الأساتذة دائمًا يعودون إلى هذا الهدف ويقارنون الخطة والبرنامج والنتائج بالهدف. إن نجاح بحثك يتوقف على قدرتك على تحقيق الهدف الذي حددته للبحث.

خامسًا: مجال وحدود الدراسة

يجب أن تحدد مجال الـدراسة بشكل قاطع؛ فإن عدم تحديد مجال الدراسة في المشروع كفيل بأن يجعلك تتوه في مراحل البحث. لا تفرح بالموضوعات الكبيرة البراقة فأنت لست في منافسة دعائية، ولكنك في بحث علمي متعمق. حدد مجال الدراسة تحديدًا واضحًا ربما أكثر مما يحويه العنوان ذاته، ولو أنه من الضروري دائما أن يكون العنوان نفسه محدداً لاتجاه البحث وإلا اتهمت بالتضليل باستخدام عناوين عامة ثم تحديدها بالداخل.

سادسًا: المصطلحات المستخدمة

في هذا الجزء يذكر الباحث بعضًا من المصطلحات المهمة التي سيتعرض لها في الرسالة. ومن الواضح أن المصطلحات قد يكون لهـا أكثر من معنى وبالتالي فوضع تعريف للمصطلحات في بداية الرسالة يضع الرسالة في اتجاه سليم. إن الباحث – أي باحث – سيجد أن أكبر مشكلة له في البحث العلمي هي مشكلة الاتفاق على المصطلحات حتى بين الأساتذة أنفسهم، ولذلك فإن هذا الجزء في البداية ضروري أثناء كتابة مشروع البحث.

سابعًا: منهج البحث (طرق البحث المستخدمة والأساليب الإحصائية المستخدمة)

إن كثيرًا من الباحثين يقعون في خطأ كبير عندما يكتبون منهج البحث حيث يتكلمون عن الأبواب والفصول والمباحث. لاحظ أن المطلوب هنا ليس عرضًا لما ستحـتويه الفصول والمباحث، فهي يمكن معرفتهـا بنظرة فاحصة لفهرست المحتويات. ولكن خطتك الاستـراتيجيـة بشكل عام والمعالجات التي ستتصـدى لها والأساليب الإحصائية التي تستخدمها. (إن عرض ما تحويه الفصول يمكن أن يظهر بسهولة بمجرد النظر إلى الهيكل المبدئي لموضوع البحث).

ثامنًا: إمكانية استكمال البحث

في هذا الجزء من مشروع البحث يجب أن تكتب وتبين للأستاذ المشرف أنك قادر على استكمال البحث:

  1. من خلال الخلفية العلمية التي تتمتع بها على أن تذكر تفاصيلها.
  2. من خلال الخبرة العملية التي مارستها أو تمارسها حاليًا على أن تذكر تفاصيلها.
  3. ومن خلال قائمة المراجع المبدئية التي تشير إليها ومن خلال إلمامك بالمراجع الأساسية التي تعالج الموضوع وتبين سيطرتك عليه.
  4. من خلال استعراض الدراسات السابقة التي تشير إليها وتبين نقطة النهاية عنـدها ونقطة البداية عندك. بشرط أن تكون تلك الدراسات مرتبـطة بموضوعك.
  5. من خلال الإشارة إلى الهيكل المبدئي لمحتويات البحث.
  6. ومن خلال استعراضك لعلاقات العمل التي تتمتع بها والأشخاص الذين تعرفهم ويستطيعون أن يمدوك بالعون.

تاسعًا: أهمية البحث

وفيه تعرض أهمية هذا البحث بالنسبة:

  1. لك شخصيًا وكيف أنك متفاعل بهذا الموضوع في فترة، أو أنك تريد أن تتصدى له لفترة قادمة.
  2. لرئيسـك المباشر أو للجـهـة التي تعمـل بها حاليًا أو التـي تـرى العمل بها.
  3. للعلم من حيث إنه إضافة للعلم يستحق المجهود.
  4. للقيمة العملية التي ستشملها نتائج البحث.

عاشرًا : الهيكل المبدئي لمحتويات البحث

بيان بالفصول والمباحث (راجع الفصل الثالث: الهيكل المبدئي لموضوعات البحث).

أحد عشر: المراجع المبدئية للبحث

قائمة المراجع المبدئية بدون ترقيم. وعلى أساس ترتيب أبجدي لكل نوع من أنواع المراجع.

عند كتابة مشروع البحث، يجب أن تجعل المشروع يتكلم دون مساعدة منك شفهيًا.

المصدر

  • كتاب دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية، ابتداء من اختيار الموضوع حتى وضع البحث في صورته النهائية، تأليف الدكتور سيد الهواري، القاهرة، 2004. الفصل الخامس: كتابة مشروع البحث للتسجيل للماجستير والدكتوراه.
كتابة مشروع البحث للتسجيل للماجستير والدكتوراه
كتابة مشروع البحث للتسجيل للماجستير والدكتوراه
error:
Scroll to Top