خطة البحث العلمي وعناصرها الأساسية

ملخص المحتوى

شرح مفهوم خطة البحث العلمي وأهدافها وعناصرها الأساسية: العنوان، مشكلة البحث، صياغة الفرضيات، الدراسات السابقة، مصطلحات البحث، افتراضات البحث العلمي، محددات وإجراءات البحث العلمي.

المحتويات

ما هي خطة البحث العلمي

تعتبر خطة البحث من المتطلبات الأساسية وأهم مرحلة من مراحل إعداد البحث العلمي التي تسبق البدء في التنفيذ العملي لخطوات البحث، سواء كان الباحث أحد طلاب مرحلة الدراسات العليا، الماجستير والدكتوراه أو كان عضو هيئة تدريس يقوم بإعداد البحث ضمن مسيرته الأكاديمية أو كان باحثًا مهنيًا يعمل في أحد المجالات المهنية في المؤسسات الخاصة أو العامة ويهدف إلى وضع حلول للمشكلات الملحّة في المجتمع.

ويتم إعداد خطة البحث وتقديمها للجهة التي سوف تراجعه وتعتمده أو توافق عليه لبدء تنفيذه.

وخطة البحث هي مشروع أو مقترح يقدم خطوات منظمة تشتمل على العناصر اللازمة لتحقيق الغرض من البحث.

أهداف خطة البحث العلمي

وتهدف خطة البحث أو الدراسة إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي:

  • وصف إجراءات القيام بالبحث أو الدراسة ومتطلباتها.
  • توجيه خطوات البحث أو الدراسة ومراحل تنفيذها.
  • وضع إطار لتقييم الدراسة وتقويمها بعد انتهائها.

وخطة البحث تتطلب وقتًا وجهدًا أكثر مما يظن بعض المبتدئين في مجال البحث العلمي. ويمكن القول بأن كثير من جوانب الضعف والترهل في منظومة البحث العلمي ترجع في أسبابها الخفية إلى سوء تقدير مرحلة إعداد خطة البحث والنظر إليها باعتبارها مرحلة سهلة يتم إنهاؤها والانتقال منها بسرعة إلى المراحل التالية من مراحل البحث العلمي، مثل مرحلة جمع المعلومات التي يعتبرها المبتدئون أطول وأصعب.

خطوات خطة البحث العلمي

إن مرحلة التخطيط أو إعداد خطة البحث العلمي لا تشتمل على مجرد انتقاء مشكلة من المشكلات وصياغتها، بل أنها تشتمل أيضًا على خطوات أخرى مثل التحديد الأولي لأسلوب أو منهجية البحث العلمي وتحديد نوع البحث من بين أنواع البحث العلمي المختلفة وتحديد طرق وأدوات البحث العلمي وإجراءات جمع البيانات والتحديد الأولي للكثير من المسائل الأخرى المرتبطة بالبحث.

وكلما تم إعداد خطة البحث العلمي بالشكل الأمثل كلما سهل ذلك من المراحل التالية لتنفيذ البحث. وكما يجري اتخاذ كثير من القرارات المهمة حول إجراءات البحث في مرحلة التخطيط. كذلك يتحدد في هذه المرحلة قيمة وفائدة النتائج النهائية المتوقعة من تنفيذ البحث، الأمر الذي يبرر القيام به وتنفيذه.

في الواقع، إن مبدأ التخطيط الجيد وما يسفر عنه من سهولة تنفيذ المراحل التالية لمرحلة التخطيط والفوائد المتوقعة لعملية البحث هو مبدأ عام لا ينطبق فقط في مجال البحث العلمي، وإنما يمتد لينطبق على جميع المجالات الأخرى.

مراحل خطة البحث العلمي

وتبدأ عملية إعداد خطة البحث العلمي بوضع تصور مبدئي أو أولي يتم تنقيحه وتحسينه من خلال إبداء الملاحظات النقدية والاقتراحات من الجهة التي يتم تقديم البحث لها، والتي قد تكون لجنة الإشراف على البحث في الكلية أو الجامعة في البحوث الأكاديمية، أو مجلس إدارة المؤسسة في البحوث العلمية ذات الطابع المهني، أو مجموعة من الباحثين أو المحكمين في المجلات والدوريات العلمية المحكمة. ولذلك فإن الصورة النهائية المقبولة لخطة البحث تأتي نتيجة لسلسة من عمليات التحسين والتنقيح والتطوير من تلك الجهات وحتى الوصول إلى الصورة النهائية لخطة البحث والتي يتم اعتمادها والموافقة عليها من تلك الجهة.

عناصر خطة البحث العلمي بالترتيب

تختلف عناصر خطة البحث باختلاف الجهة أو المؤسسة التي تتولى الإشراف على البحث. ولكن هناك مجموعة من العناصر الأساسية المشتركة التي تتوافر في خطة البحث أيًا كانت جهة الإشراف عليه، وأيًا كان نوع البحث ومهما كانت أهدافه. كما أن خطة البحث العلمي تسير وفق ترتيب معين لهذه العناصر وهو الترتيب المنطقي الذي تكاد تجتمع عليه مختلف أنواع البحوث العلمية.

وفيما يلي عناصر خطة البحث العلمي الأساسية بالترتيب:

  1. صياغة عنوان البحث
  2. مشكلة البحث
  3. فرضيات البحث
  4. الدراسات السابقة وأهميتها
  5. تعريف المصطلحات
  6. افتراضات البحث
  7. محددات البحث أو الدراسة
  8. طريقة الدراسة وإجراءاتها
  9. كتابة المراجع
  10. ملاحق خطة البحث

وفيما يلي شرحًا مفصلاً لكل عنصر من عناصر خطة البحث:

صياغة عنوان البحث

يكون عنوان البحث المقترح في خطة البحث غالبًا هو نفس عنوان البحث. ولذلك ينبغي أخذ عدد من الملاحظات بعين الاعتبار عند صياغة عنوان البحث المقترح.

ومن هذه الملاحظات:

تحديد العنوان بدلالة البحث

يجب أن يكون عنوان البحث المُقترح في خطة البحث محددًا بدلالة البحث ومتضمنًا أهم عناصره وأهدافه.

ومع ذلك فإن العنوان لا يمكن أن يتضمن جميع عناصر مخطط البحث وإلا فإنه يصبح طويلا أكثر من اللازم.

المثال التالي يوضح المقصود من هذه الملاحظة عند تطبيقها على عنوان البحث التالي:

عنوان البحث قبل التعديل:

“تقويم برنامج إعداد معلمي المرحلة الابتدائية في جامعة عين شمس من قِبل طلبة البرنامج الحاليين والسابقين الذين يُصنفون في ثلاثة مستويات على أساس المعدل التراكمي”.

فهذا العنوان يُعد طويلا ويُستحسن اختصاره، بحيث يبقى مشتملا على معلومات كافية لتحديد البحث.

ويمكن اختصار هذا العنوان على النحو التالي، كأن يُصبح مثلا:

عنوان البحث بعد التعديل:

“تقويم برنامج إعداد معلمي المرحلة الابتدائية في كلية التربية بجامعة عين شمس”.

إشارة العنوان إلى موضوع البحث

يجب أن يُشير عنوان البحث إلى موضوع البحث بشكل محدد، فلا يُشار إلى الموضوع بطريقة عامة أو غامضة.

مثلا، العنوان السابق يمكن جعله أكثر اختصارًا ليصبح كما يلي:

“تقويم برنامج دراسي في جامعة عين شمس”.

ولكن العنوان في هذه الحالة لا يحدد نوع البرنامج ولا يُشير إلى الكلية التي تعطي هذا البرنامج. وبالتالي فقد أصبح بحاجة إلى مزيد من التوضيح.

اللغة المستعملة في عنوان البحث

ينبغي أن تكون اللغة المستعملة في العنوان لغة مهنية عادية.

ولا ينبغي استعمال لغة صحفية استعراضية ولا لغة مفرطة في المصطلحات العلمية المتخصصة.

فالعنوان التالي مثلا يمثِّل إفراطًا في استعمال المفردات والمصطلحات العلمية المتخصصة:

“أثر كل من التعليم المبرمج الخطي المطور والتعليم المبرمج المتفرع في تطوير القدرة العقلية عند الأطفال في مرحلة العمليات المجردة”.

ولكن يمكن أن يكون العنوان أكثر ملاءمة إذا تم تغييره إلى التالي:

“مقارنة أثر نوعين من التعليم المبرمج في تحصيل الطلبة في المرحلة الابتدائية”.

أخيرًا، فإنه لا يُفضّل أن يزيد عدد كلمات العنوان عن خمس عشرة كلمة باللغة العربية أو ما يكافئها باللغات الأجنبية.

مشكلة البحث

هناك العديد من المشكلات المُلحّة التي تنتظر الدراسة في كل مجال من مجالات العلوم الإنسانية أو الطبيعية. ونفس الأمر ينطبق على المجالات المهنية المختلفة. ويمكن لأي فرد متخصص في أحد العلوم أن يضع قائمة بالكثير من الموضوعات التي تحتاج إلى البحث المتعمّق وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتها.

تطور مشكلة البحث

عادة ما تبدأ الأفكار الأولية في ذهن الباحث حول مشكلة البحث، ويبدأ في تصور طريقة معالجتها من خلال البحث أو الدراسة التي يخطط لتنفيذها. ومع تقدم أسلوب التفكير الناقد للباحث في موضوع البحث والتعمّق فيه، وبالاستعانة بغيره من الزملاء من الباحثين أو الاستعانة بالمشرفين على البحث في محاولة التعبير عن مشكلة البحث بالعبارات المكتوبة، يقوم الباحث بتطوير قدرته شيئًا فشيئًا على صياغة مشكلة البحث بطريقة أكثر دقة وتحديدًا، وبدلا من التعبير عن مشكلة البحث من خلال سؤال واحد عام وواسع المجال ويحتمل العديد من الإجابات، يبدأ الباحث في وضع أسئلة أكثر دقة وتحديدًا تكون متفرعة عن السؤال العام، بحيث يتناول كل سؤال من هذه الأسئلة الجديدة جانبًا محددًا من المشكلة العامة.

ويتزايد عدد الأسئلة الفرعية الدقيقة مع تقدم مسيرة البحث ويتحدد معها أيضًا مجال كل سؤال. ثم تتجمع إجابات الأسئلة المحددة من جديد لتكوين إجابات أكثر تعميمًا وأوسع مجالا، كإجابة على السؤال العام الذي بدأ يثور في ذهن الباحث في بداية تفكيره بالبحث.

معايير اختيار مشكلة البحث

يعتمد اختيار الباحث لمشكلة البحث على المستوى الذي يتم فيه البحث.

فالبحث المهني الذي يقوم به الباحثون المهنيون يتطلب درجة من الدقة والمهارة أعلى مما قد يتوفر في البحث الأكاديمي الذي يقوم به طلبة الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، لذلك فإن المشكلة التي يجري اختيارها في النوع الثاني لا بد أن تكون مناسبة لمستوى طلاب هذه المرحلة باعتبارها أقل تعقيدًا من مستوى البحوث المهنية.

وهناك مجموعة من الأسئلة التي ينبغي على الباحث أن يجيب عنها عند اختيار مشكلة البحث.

وأول هذه الأسئلة يتعلق بمدى كون المشكلة التي جرى اختيارها قابلة للبحث.

فما لم تكن كذلك فلن يكون هناك مبرر لمواصلة السير في إجراءات هذا البحث.

وتتنوع المصادر التي يستنبط منها الباحث مشكلة البحث، فقد يتطوع الباحث للبحث في مشكلة جرى تحديدها من قبل أستاذه، أو من قبل المؤسسة التي يعمل فيها، أو من قبل إحدى المؤسسات المهنية الأخرى. وقد يقوم أكثر من باحث بدراسة مشكلة معينة يتناول كل منهم جانبًا محددًا من جوانبها مما يسهم في تطوير المعرفة العلمية المتعلقة بهذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها.

الدراسات السابقة كمصدر من مصادر مشكلة البحث

تمثل الدراسات السابقة مصدرًا آخر لمشكلة البحث.

فقد يطلع الباحث على طرق وإجراءات سبق وأن استُخدمت في دراسة مشكلة معينة، فيجدها صالحة للتعامل مع مشكلة يحاول البحث فيها. كما تتضمن الكثير من البحوث العلمية توصيات بإجراء المزيد من البحث في جوانب لم يتمكن الباحث من استكمالها، لسبب يتعلق بتصميم البحث أو بالعينة أو بالأدوات، مما يفتح مجالا لإجراء بحوث أخرى حول نفس المشكلة. وجدير بالذكر في هذا المقام أن المعرفة الكافية بالدراسات السابقة متطلب ضروري يسبق قرار مواصلة العمل في بحث مشكلة معينة وهو عنصر من عناصر خطة البحث سيأتي ذكره بعد قليل.

ويلزم في بعض الأحيان إعادة إجراء بعض البحوث أو الدراسات التي سبق أن تم إجرائها، وخاصة عندما تظهر نتائج إحدى الدراسات حاجة إلى إحداث تغيير في الممارسات، فقبل تنفيذ هذه التغييرات يلزم التأكد من صدق هذه النتائج بإعادة إجراء الدراسة في سياق جديد وظروف أخرى، مع التصحيح اللازم لجوانب الضعف التي ربما أمكن تمييزها في الدراسة الأولى.

الخبرة الشخصية للباحث ودورها في اختيار مشكلة البحث

تبقى الخبرة الشخصية للباحث في المجال الذي يعمل فيه مصدرًا مهمًا لاختيار مشكلة البحث الذي يخطط لتنفيذه.

فالنظرة الناقدة تزود الباحثين بمصدر غني لكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات مبنية على أساس قوي وموثوق من المعرفة.

والواقع أن كثيرًا من القرارات التي تُتخذ تعتمد على الخبرة الشخصية والانطباع الخاص لصانعي القرار أكثر ما تعتمد على معرفة علمية موثوقة مستمدة من البحوث والدراسات مما يجعل هذه القرارات أمثلة على موضوعات لبحوث ودراسات ربما تدعم هذه القرارات أو تظهر عدم الحكمة في استمرار العمل بمقتضاها.

كما أن المعايير السابقة في كتابة عنوان البحث تصلح لكتابة مشكلة البحث أيضًا. فلا بد من الكتابة بلغة واضحة وبسيطة ومحددة.

وقد يكون من المناسب في بعض الأحيان أن تُصاغ المشكلة على شكل سؤال لتركيز الاهتمام على موضوعها.

ويتم عرض المشكلة في كثير من الأحيان من خلال تحديد غرضها الأساسي ثم تُجزأ إلى مشكلات فرعية على شكل أسئلة فرعية.

أمثلة مشكلة البحث

مثلاً، في الدراسة التي عنوانها:

“تقويم الطلبة السابقين لبرنامج بكالوريوس التربية في كلية التربية بجامعة عين شمس”

يكون الغرض الأساسي هو تحديد نموذج مشكلة البحث ومعرفة كيفية تقويم الطلبة السابقين للجوانب المهنية في برنامج بكالوريوس التربية في كلية التربية بجامعة عين شمس، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:

  • ما الخصائص التي تميز المقررات التي يعتبرها الخريجون في البرنامج أكثر المقررات فائدة بالنسبة للعمل في التعليم.
  • ما الخصائص التي تميز المقررات التي يعتبرها الخريجون في البرنامج أقل المقررات فائدة بالنسبة للعمل في التعليم.
  • وما هي مكامن القوة في البرنامج المذكور.
  • وما هي نقاط الضعف في البرنامج المذكور.

فرضيات البحث

تجري صياغة فرضيات البحث (بالإنجليزية: Hypotheses) بهدف تفسير الحقائق أو الظروف أو أنماط السلوك التي تجري مشاهدتها.

وتُستخدم الفرضيات كدليل في عملية البحث.

وقد لا تكون العبارات التي تمثل الفرضيات دقيقة ومحددة بالقدر الذي يمكّن الباحث من اختبارها في البحث.

ولذلك لا بد من صياغة الفرضيات بالاستعانة بالإرشادات التالية:

  • تُصاغ فرضيات البحث بدلالة البحث الحالي ومحدداته وليس على شكل تعميمات لا ترتبط بالإطار الزماني والمكاني للبحث.
  • تُعتمد في البحث الفرضيات التي يمكن لتصميم البحث الحالي أن يختبرها.
  • تُصاغ الفرضيات على شكل علاقات بين المتغيرات كلما أمكن ذلك.
  • تُصاغ الفرضيات بلغة واضحة ومحددة ومفهومة.

وتُعدّ الفرضية إجابة محتملة أو مؤقتة لأحد أسئلة البحث ويتم وضعها موضع الاختبار.

وتوفر عملية جمع البيانات وتحليلها طريقة لقبول الفرضية أو رفضها. ومن المهم أن يتم صياغة الفرضية قيل البدء بجمع البيانات لضمان عدم التحيز في إجراءات البحث.

ويجب أن تتوفر في أدوات جمع البيانات خصائص الصدق والثبات والموضوعية التي توفر الثقة اللازمة بقدرتها على اختبار الفرضية.

موضوع مقترح: الفرضية في البحث العلمي واختبار الفرضيات الإحصائية

موسوعة البحث العلمي – مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات

أنواع فرضيات البحث وطرق صياغة الفرضيات

هناك ثلاث أنواع أو طرق في صياغة فرضيات البحث العلمي:

  1. صياغة فرضيات البحث بطرقة متجهة
  2. صياغة فرضيات البحث بطرقة غير متجهة
  3. وصياغة فرضيات البحث بطرقة صفرية

وفيما يلي وصفًا مفصلا لكل منها:

صياغة فرضية البحث بطريقة متجهة

صياغة الفرضيات بطريقة متجهة (بالإنجليزية: Directional Hypothesis) يُقصد به الطريقة المستخدمة عندما يملك الباحث أسبابًا محددة يتوقع من خلالها نتائج البحث.

أي أن الباحث يوجّه أو يحدد اتجاه نتائج البحث قبل البدء بالبحث.

مثلاً، إذا كان الباحث يملك أسبابًا محددة تجعله يتوقع أن يكون مستوى القلق عند الطلبة من ذوي درجات الذكاء العالية أعلى منه عند ذوي الدرجات المنخفضة في الذكاء، فإنه يقوم بصياغة فرضية البحث على الوجه التالي:

“يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة”.

ويكون الهدف من إجراء البحث هو التأكد من صحة هذه الفرضية وإثبات صحتها أو عدم صحتها، ضمن المعطيات والظروف التي حددها البحث.

صياغة فرضية البحث بطريقة غير متجهة

صياغة فرضية البحث بطرقة غير متجهة (بالإنجليزية: Non-Directional Hypothesis) هي طريقة تُستخدم عندما يملك الباحث أسبابًا تجعله متيقنًا من وجود اختلاف بين أسلوبين أو طريقتين أو متغيرين في البحث الذي يهدف إلى دراستهما دون أن يكون قادرًا على توقع اتجاه هذا الاختلاف، بمعنى أنه غير قادر على توقع أيهما أكبر من الآخر في حالة المتغيرات القابلة للقياس أو المتغيرات من النوع الكمي مثلاً.

ومن أمثلة ذلك، عندما يملك الباحث أسبابًا تجعله يتوقع وجود اختلاف في مستوى القلق بين فئتي الطلبة ذوي الدرجات المرتفعة من الذكاء وذوي الدرجات المنخفضة، دون أن يكون قادرًا على توقع اتجاه هذا الاختلاف فإنه يستطيع صياغة الفرضية بطريقة غير متجهة على الوجه التالي:

“يوجد فرق في مستوى القلق بين الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية والطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة”.

صياغة فرضية البحث بالطريقة الصفرية

الطريقة الصفرية في صياغة فرضية البحث (بالإنجليزية: Null Hypothesis) هي الطريقة التي يستخدما الباحث عندما يملك أسبابًا تجعله متيقنًا من عدم وجود اختلافات أو فروقات بين أسلوبين أو طريقتين أو متغيرين في البحث الذي يهدف إلى دراستهما، كما سبقت الإشارة إليه في الأمثلة السابقة.

مثلا، يمكن صياغة الفرضية السابقة على النحو التالي:

“عدم وجود فرق ذي دلالة في مستوى القلق بين مجموعات الطلبة يعزى إلى درجات الذكاء”.

ويعني ذلك أنه لا يوجد فرق بين مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء مرتفعة وبين مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة، والفرق الظاهري القليل الذي قد يُلاحظ يعزى ببساطة إلى أخطاء في اختيار العينة. أما إذا كانت الفروق كبيرة إلى درجة لا يمكن أن تعزى إلى التذبذب الناتج عن اختيار العينة فإن الباحث يرفض الفرضية الصفرية ويستنتج أنه “قد لا يكون صحيحًا أن الفرق هو مجرد فرق ناتج عن الاختيار في العينة بل هناك أثر يعزى إلى مستوى الذكاء”.

وبالرغم من النقد الذي يوجهه البعض للصياغة الصفرية للفرضيات إلاّ أن منطق التحليل الإحصائي يجعل الصياغة الصفرية مُفضَّلة على غيرها كما سيرد فيما بعد.

مشكلات صياغة فرضيات البحث

هناك بعض المشكلات التي لا يسهل صياغة فرضياتها على شكل علاقة بين المتغيرات.

مثلا قد تُصاغ مشكلة البحث في صياغة السؤال التالي:

ما أسباب عزوف الطلبة عن دراسة الرياضيات أو الجبر مثلا؟

وعندها يمكن صياغة الفرضية على الوجه التالي:

  • هناك سببان لعزوف الطلبة عن دراسة الرياضيات:
    1. عدم تقدير الطلاب لهذه المادة
    2. شعور الطلاب بأنهم يحصلون على علامات أعلى في المواد الأخرى

ملاحظة: يمكن قراءة المزيد عن الفرضيات في الفصل التاسع من موسوعة البحث العلمي وهو بعنوان:

الفرضية في البحث العلمي واختبار الفرضيات الإحصائية.

الدراسات السابقة وأهميتها في خطة البحث

يعرض هذا الجزء من خطة البحث فهم الباحث للإطار النظري للبحث أو الدراسة التي ينوي تنفيذها، بحيث يبرر الحاجة إليها ويبرز قيمتها. ويتم ذلك إما من خلال توثيق مواقف الباحثين السابقين فيما عرضوه في البحوث والدراسات السابقة المنشورة حول نفس المشكلة، أو بإبراز عدم توفر المعرفة الكافية ذات العلاقة بالمشكلة بالرغم من ارتباطها بالواقع العملي، أو بالإشارة لطول الفترة الزمنية التي انقضت بين البحوث والدراسات السابقة وبين هذا البحث أو الدراسة، بالرغم من تغير الظروف وتطور المعرفة والتقنيات، الأمر الذي يقتضي تحديث الدراسات السابقة والتأكد من ارتباط نتائجها بالظروف والمعرفة الجديدة.

وقد يتم تبرير إجراء البحث أو الدراسة أيضًا من خلال الكشف عن جوانب التناقض أو عدم الثبات في نتائج الدراسات السابقة مما لا يسمح بالثقة في اعتماد بعض هذه النتائج قبل إجراء التجربة الحالية كمحاولة لحسم هذا التناقض.

وتمثل مراجعة الأبحاث والدراسات السابقة المتعلقة بمشكلة البحث عنصرًا مهمًا في خلفية الدراسة.

وقد يكتفي بعض الباحثين باختيار بعض عناصر هذه المراجعة لتضمينها في خلفية الدراسة. في حين يقوم البعض الآخر من الباحثين بمراجعة الأبحاث والدراسات السابقة مراجعة شاملة ويفردون لها فصلا خاصًا في خطة البحث.

الصعوبات التي تواجه الباحث في تحديد الدراسات السابقة

عندما يختار الباحث مشكلة البحث من مجال نُشر فيه الكثير من البحوث والدراسات فإنه يواجَه بصعوبة اختيار الدراسات ذات العلاقة الوثيقة بمشروع بحثه بحيث يكون مطلوبًا منه غربلة وانتقاء الأبحاث والدراسات الأكثر ارتباطًا ببحثه بشكل دقيق. أما عندما يختار الباحث مشكلة من مجال لم يُكتب فيه إلا القليل فإنه يواجَه بصعوبة أخرى تتمثل في مهمة تحديد الدراسات التي ترتبط بمشروع بحثه بطريقة غير مباشرة من أجل توسيع نطاق الدراسات السابقة وتغطية النقص الحادث فيها.

وبعد الانتهاء من استعراض المراجع والأبحاث والدراسات التي تم تحديدها، يقوم الباحث بتنظيم المادة في تقرير يوضح العلاقة بين البحوث والدراسات المنشورة حول موضوع دراسته وبين طبيعة الدراسة التي يقوم بإجرائها، بحيث يبرز مقدار المساهمة وجوانبها التي ستقدمها دراسته المقترحة في ميدانها. وليس المقصود هنا أن يلخص الباحث أكبر عدد ممكن من هذا الأدب السابق، بقدر ما يلزمه أن يحلل هذا الأدب ويصنفه في إطار يتناسب مع طبيعة المشكلة الرئيسة للبحث والأسئلة المتفرعة عنها.

كيفية استثمار الأبحاث والدراسات السابقة

وإذا استطاع الباحث أن يقوم بعمل جيد في مراجعة الأدب السابق فإنه سيكون قد اكتسب ألفة كافية في موضوع البحث الذي يقوم بإجرائه ووقف على حالة المعرفة فيه. ويستطيع عندها أن يستفيد من خبرة غيره من الباحثين فيما يتعلق بسائر عناصر البحث، من صياغة عنوان بحثه إلى تحديد المتغيرات الرئيسية وتمييز المتغيرات الدخيلة أو المتدخلة، ومحاولة وضع التصميم الملائم، واختيار عينة الدراسة وأدواتها وأساليب تحليل بياناتها واستخلاص النتائج وتفسيرها، فيسلك في كل ذلك ما أثبتت التجربة نجاحه ويتجنب العثرات والصعوبات التي واجهت الآخرين.

تعريف المصطلحات في خطة البحث

من المهم جدًا توضيح المقصود بالمصطلحات المستعملة في البحث حتى لا يُساء فهمها أو تُفهم بدلالة غير الدلالة الواردة في الدراسة.

فلا بد من تحديد المعاني المستخدمة في البحث أو الدراسة.

وقد يتم تحديد معاني المصطلحات بطريقة إجرائية (بالإنجليزية: Operational)، أي بدلالة الإجراءات والبيانات والأدوات الخاصة بهذه الدراسة.

فالتحصيل الأكاديمي مثلاً، هو مصطلح يشير إلى المعارف التي يكتسبها الفرد أثناء تعلمه لمقرر معين أو لمجموعة من المقررات التعليمية التي يتعلمها الفرد في فصل دراسي أو سنة دراسية أو مرحلة دراسية. وفي البحوث العلمية يتم تعريف التحصيل الأكاديمي تعريفًا إجرائيًا بدلالة أداء الأفراد على اختبار صمم لأغراض الدراسة أو بدلالة متوسط علامات الأفراد في جميع المباحث في نهاية الفصل الدراسي، أو بدلالة المعدل التراكمي، … إلخ.

ويساعد تعريف المصطلحات في وضع إطار مرجعي يستخدمه الباحث في التعامل مع المشكلة الخاصة بالبحث.

وقد يتبنى الباحث أحيانًا تعريفًا لبعض المصطلحات، يستعيره من قاموس معين، أو من دراسة سابقة.

وفي هذه الحالة ينبغي على الباحث أن يُشير إلى ذلك القاموس أو تلك الدراسة بطريقة واضحة.

افتراضات البحث

يُقصد بالافتراض (بالإنجليزية: Assumption) تلك العبارة التي تُمثل فكرة اعتُبرت صحيحة وبُني على أساسها التصميم الخاص بالدراسة.

وتكتب الافتراضات للتعبير عن الأفكار التي يعتبرها الباحث في هذه الدراسة صحيحة وغير قابلة للتغيير مثل المسلَّمات.

ولا تُعتبر هذه الافتراضات مقبولة إلاّ إذا توفرت بيانات موضوعية خاصة تدعمها، ومعرفة منطقية أو تجريبية أو مصادر موثوقة، يمكن الاطمئنان إليها.

ففي دراسة بعنوان:

“تقييم الطلبة الخريجين لبرنامج الماجستير في التربية في جامعة القاهرة”

يمكن وضع عدد من الافتراضات منها:

  • إن تقييم الطلبة الخريجين لبرنامج الماجستير في التربية أحد الأبعاد المهمة التي تكمل التقييم الذي يقوم به أعضاء هيئة التدريس للبرنامج.

وقد بُني هذا الافتراض على المنطق القائل بأن التقييم الكامل للبرنامج لا يتحقق بدون مشاركة جميع من لهم علاقة به.

وعليه فإن وجهات نظر الطلبة الخريجين تلزم لاستكمال صورة هذا التقييم.

  • يستطيع الطلبة الخريجون أن يقيّموا البرنامج التربوي الذي درسوه.

وقد بُني هذا الافتراض على البيّنات التجريبية الخاصة بالرغبة التي أبداها الطلبة الخريجون لعرض وجهات نظرهم في البرنامج أثناء الدراسة الاستطلاعية وفي الدراسات السابقة التي تمت مراجعتها.

اختيار افتراضات البحث

ومن المؤكد أن قيمة أية دراسة سوف تكون عرضة للشك إذا كانت افتراضاتها الأساسية موضع تساؤل.

ولذلك فإن الباحث يختار هذه الافتراضات بعناية.

ومن الملاحظات التي يلزم تذكير الباحث بها ضرورة تضمينه خطة البحث جميع الافتراضات ذات العلاقة بالدراسة.

فلا يكفي أن يكون الافتراض مفهومًا ضمنيًا.

فالدراسات التي تتضمن جمع البيانات من أفراد العينة بواسطة استبيان، مثلا، تفترض بالضرورة أن إجابات الأفراد على فقرات هذا الاستبيان تمثل مشاعرهم الحقيقية والصحيحة، حتى لو كان من غير الممكن إثبات ذلك.

أخطاء شائعة في صياغة افتراضات البحث

من الأخطاء التي يقع فيها بعض الباحثين تضمين خطة البحث لافتراضات ليست ذات علاقة بالبحث.

فإذا كان العمر الزمني لأفراد الدراسة عاملا غير مهم في تصميم الدراسة، فمن العبث تضمين مخطط البحث افتراضًا يشير مثلا إلى أن عمر الأفراد يؤثر في سلوكهم.

كذلك لا ينبغي للباحث أن يعتمد على افتراض لا يمكنه الدفاع عنه، بالاعتماد على واحد من المعايير التي سبقت الإشارة إليها.

فإذا أعد الباحث بنفسه اختبارًا لجمع البيانات دون أن يختبر صدقه وثباته، فإنه لا يستطيع الافتراض بأن هذا الاختبار صادق وثابت ويمكن الاعتماد عليه. أما إذا قام بتطوير الاختبار بطريقة أظهرت صدقه وثباته، أو اختار اختبارًا صادقًا وثابتًا طوره غيره من الباحثين، فإنه يستطيع عندها أن يفترض أن الاختبار المستعمل في البحث أو الدراسة يتصف بمستوى من الصدق والثبات يجعله موثوقًا به ومقبولا لأغراض البحث والدراسة.

أما أبسط الأخطاء، وأخطرها وأكثرها غرابة، والتي يمكن أن يقع فيها الباحث، هي الخلط بين فرضيات البحث وافتراضات البحث، وذلك بسبب الضعف في اللغة العربية بغض النظر عن مهارات البحث العلمي.

محددات البحث أو الدراسة في خطة البحث

يتوقع أن تعيق بعض العوامل إمكانية تعميم نتائج الدراسة، وتسمى هذه العوامل محددات الدراسة (بالإنجليزية: Research Limitations).

ولا تخلو أية دراسة أو بحث من مثل هذه المُحددات. لأن الدراسة التي تتمثل فيها خصائص الصدق والثبات الكاملين لا يُتوقع أن تُحقَق عمليًا.

ويمكن تصنيف محددات الدراسة في فئتين:

محددات الدراسة من الفئة الأولى

تتعلق الفئة الأولى بمفاهيم الدراسة ومصطلحاتها، فكثير من المفاهيم العامة يمكن استعمالها بطرق مختلفة.

ولذلك يلزم أن يقوم الباحث بتعريفها بطريقة محددة تشير إلى الدلالات التي أُعطيت لها في هذه الدراسة.

وهذا التعريف يمثل تحديدًا لنتائج الدراسة بحيث لا تصلح لتعميمها خارج حدود هذا التعريف.

محددات الدراسة من الفئة الثانية

تتعلق الفئة الثانية من المحددات بإجراءات الدراسة.

فطريقة اختيار أفراد الدراسة وطرق اختيار العينات وأساليب جمع البيانات وتحليلها وإجراءات تطوير الأدوات وغيرها هي أمثلة على هذه الفئة من المحددات.

فعندما يقوم الباحث بجمع بياناته من خلال استبيان فإن صدق النتائج يعتمد على عوامل عديدة مثل:

  • نوعية فقرات الاستبيان وأسئلته
  • عدد ونوعية الاستبيانات التي يملأها أفراد الدراسة وتصل إلى الباحث
  • الوضع النفسي لهؤلاء الأفراد عندما يملئون الاستبيانات

وغيرها من العوامل الأخرى.

زيادة محددات البحث

عندما يشعر الباحث أن بعض إجراءات الدراسة غير ملائمة بالشكل الأمثل، لكنه لا يستطيع أن يجعلها أكثر ملاءمة، فلا حرج عليه إذا أفصح عن ذلك واعتبر هذا الأمر وكأنه أحد محددات الدراسة التي استطاع أن يميزها. كذلك إذا شعر بأن أحد المصطلحات تم استخدامه بطريقة محددة تقتصر على معنى معين دون غيره، فإن على الباحث أن يشير إلى ذلك ويقتصر في تعميم نتائج البحث ضمن حدود ذلك المعنى.

طريقة الدراسة وإجراءاتها في خطة البحث

يوضح هذا الجزء من خطة البحث الطريقة التي سوف يجيب فيها الباحث عن أسئلة الدراسة، أو يختبر فيها فرضياتها.

ويلزم عرض هذه الطريقة بشكل تفصيلي بحيث يستطيع باحث آخر أن يستخدم هذه الطريقة نفسها في إجراء الدراسة بالكيفية التي كان الباحث الأصلي يزمع أن يستخدمها. وتمثل طريقة الدراسة في تفصيلاتها عقدًا بين الباحث وبين اللجنة التي تشرف على البحث أو المؤسسة التي تشرف عليه، بحيث يلتزم الباحث بهذا العقد وفق القواعد العامة.

وتتضمن طريقة الدراسة وإجراءاتها تحديدًا لمجتمع الدراسة الذي يلزم تعميم نتائج الدراسة عليه ووصفًا لعملية اختيار العينة، التي يتم تحديدها من أحد أساليب أو طرق اختيار العينات، وتوزيع أفرادها في مجموعات الدراسة. وتستخدم طريقة أو أكثر في ضمان العشوائية في الاختيار والتوزيع في معظم الدراسات التي تستهدف تعميم النتائج على المجتمع الأصلي. وإذا لم تتحقق هذه العشوائية فيلزم تعريف العينة جيدًا حتى يكون بالإمكان تعميم النتائج على مجتمعات لها نفس خصائص تلك العينة.

تصميم الدراسة في خطة البحث

ويمثل تصميم الدراسة عنصرًا مهمًا في الطريقة والإجراء. ويتحدد تصميم الدراسة بالمتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة والمستويات الخاصة بكل متغير والترتيبات التي يلزم توفيرها للحصول على البيانات اللازمة دون تلوثها بمتغيرات وعوامل ليست ذات صلة بالدراسة.

كذلك يتضمن التصميم البرنامج الزمني لتطبيق الطرق وجمع البيانات وأسلوب تحليلها، ومستوى الدلالة المستعمل لاختبار الفرضيات.

وتصف طريقة الدراسة أيضًا إجراءات جمع البيانات باستعمال أحد طرق أو أدوات البحث العلمي المخصصة لجمع البيانات مثل الاستبيان أو الاختبارات. ويلزم هنا وصف الأدوات المستعملة وكيفية تطويرها ومعايير الصدق والثبات التي تتصف بها وكيفية تحديد هذه المعايير وعدد فقرات الأداة، والأجزاء التي تتألف منها، وطريقة تفريغ البيانات الناتجة عن استعمالها.

وربما يلزم الباحث في تحديد هذه الإجراءات الاستعانة ببعض المراجع الخاصة التي تشرح أدوات البحث العلمي المخصصة لجمع البيانات.

وأخيرًا فإن هذا الجزء من خطة البحث يجب أن يتضمن الطريقة التي يخطط الباحث لاستعمالها في اختيار أنواع البيانات وتنظيم البيانات التي يجمعها، وذلك من أجل التحليل الإحصائي لها، ويذكر في هذا المجال:

  • الاختبارات الإحصائية المستعملة
  • ونوع معامل الارتباط
  • ومستوى الدلالة المستعمل في هذه الاختبارات الإحصائية
  • ومستوى الدلالة المقترح

كتابة المراجع في خطة البحث

تُعد قائمة المراجع عنصرًا ضروريًا في خطة البحث. وإذا تضمنت خطة البحث مراجعة وافية للدراسات السابقة فستكون قائمة المراجع طويلة وإلا فستكون قصيرة. ويلزم أن تتضمن هذه القائمة على الأقل المراجع التي قادت الباحث إلى اختيار مشكلته والمراجع الضرورية لفهم هذه المشكلة والمراجع ذات العلاقة المباشرة بها.

وهذا الجزء من خطة البحث يجب أن يتضمن الطريقة التي يخطط الباحث لاستعمالها في تنظيم البيانات التي جمعها من أجل تحليل هذه البيانات.

ويذكر في هذا المجال:

  • الاختبارات الإحصائية المستعملة،
  • ومستوى الدلالة المستعمل في هذه الاختبارات الإحصائية،
  • ومستوى الدلالة المقترح.

ملاحق خطة البحث

يمكن أن تتضمن خطة البحث بعض المواد التي لا يكون من المناسب أن ترد في صلب الخطة تحت أي من العناصر السابقة. لكن وجودها يعرض مزيدًا من التوضيح والتفصيل في بعض العناصر.

فإذا أعد الباحث مسودة الأداة التي سيستعملها في جمع البيانات أو توفر له أداة معينة سبق استعمالها في دراسات أخرى فيمكن أن يضمنها في ملحق خاص في نهاية المخطط.

وفي الحالات التي يقدم فيها الباحث مشروع بحثه لهيئة معينة للحصول على دعم لإجراء البحث يمكن للباحث أن يضيف إلى الملحق أيضًا صورة عن الموازنة المالية اللازمة لإجراء البحث والتي تحدد المبالغ المتوقع أن تصرف في الوجوه والمراحل المختلفة للدراسة.

وفي هذه الحالة يلزم إرفاق البرنامج التفصيلي الذي ستستغرقه الدراسة، وأسماء الأشخاص الذين سيشتركون في إجراء الدراسة، مع السيرة الأكاديمية الخاصة بكل منهم.

المصدر

  • كتاب مهارات البحث العلمي، د.م. مصطفى فؤاد عبيد، مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات، الطبعة الثانية، إسطنبول، تركيا، 2022م.
خطة البحث العلمي وعناصرها الأساسية
خطة البحث العلمي وعناصرها الأساسية
error:
Scroll to Top