الاختبارات و الامتحانات الذكية

الاختبارات و الامتحانات الذكية

لو تأملنا معظم الاختراعات والاكتشافات العلمية التي تم التوصل إليها عبر مختلف العصور سوف نجد أن البعض منها كان يستند في جوهره إلى تشكيلة من المعارف، المتمثلة في المسلمات والقواعد والنظريات أو حتى الأفكار المجرّدة البسيطة والتي تكاد أن تكون بديهية ولكنها مهجورة لكونها كذلك، تم الالتفات إليها في الوقت والمكان المناسب وبالكيفية التي أدت إلى التوصل إلى ذلك الاكتشاف أو الاختراع، أما بعضها الآخر فربما لم يلزمه سوى القليل من عمليات إعادة الترتيب والتركيب لهذه التشكيلة المعرفية بطريقة أدت إلى التوصل إلى اكتشافها وظهورها كالضوء الخافت الذي يُنير غرفة مظلمة بأكملها بشكل مُفاجئ وغير متوقع أصلاً!

وإذا صح لنا، في تلك الأحوال، توصيف القدرات الذهنية المشتركة لأولئك المخترعين والمكتشفين والتي مكّنتهم من التوصل إلى اختراعاتهم واكتشافاتهم المختلفة في لحظات إبداعية غير متوقعة، والتي غيّر بعضها شكل العالم الذي نعيشه اليوم، فسوف نجد أنها تكاد تنحصر في مجموعة من القدرات والمهارات الذهنية التحليلية الخالصة والمجردة من كل أشكال المعرفة المتخصصة، كالقدرة على التجزئة والترتيب وبحث التتابع والتراكم والتكامل والترابط وانتهاءً بالقدرة على التركيب وإيجاد الحلول المبتكرة لمشكلة البحث، وهي المهارات والقدرات التي تهدف تخصصات الرياضيات إلى تنميتها بشكلها المجرّد دوناً عن غيرها من التخصصات، وبالتالي فإن الاكتشافات والاختراعات في أي من تخصصات العلوم الطبيعية والإنسانية الأخرى يكون في حقيقته وجوهره هو ابتكار أو إبداع في استخدام مهارات التحليل والتركيب المجرّدة في تلك التخصصات!.

الامتحانات الذكية

والاختبارات و الامتحانات الذكية هي أحد أفضل أساليب التقييم التي يمكن استخدامها في المدارس والجامعات ومراكز التدريب المتخصصة، وهي تهدف إلى استكشاف وقياس مستوى التحصيل الدراسي الأكاديمي والتدريبي المهني للمقررات والمناهج المتخصصة في جميع المجالات، مع التركيز على قياس مدى الفهم الصحيح والمتعمق للمقررات الدراسية والتدريبية بدلاً من قياس القدرة على الحفظ، وذلك من خلال قياس القدر على استخدام المهارات الذهنية التحليلية المختلفة وتطبيقها العملي على مضمون ومحتوى المقرر وجزئياته المختلفة.

خصائص وأهداف الامتحانات الذكية

وتحتوي الامتحانات الذكية على مجموعة من الأسئلة والتمارين التي تتطلب للإجابة عليها الحاجة إلى استخدام قدرات ومهارات كل من التحليل والتركيب اللازمة لتحليل المحتوى واستكشاف علاقات التبعية والارتباط بين الموضوعات الجزئية المختلفة في المقرر، بالإضافة لمهارات إعادة تركيب الموضوعات والعلاقات بطريقة تحقق الهدف من دراسة المقرر وتساعد في فهمه بشكل معمّق، وذلك عوضاً عن استخدام الأسئلة التي تتطلب للإجابة عليها مهارات الحفظ فقط التي تلزم لاسترجاع أو تذكّر المعلومات الجامدة دون التحقق من فهمها بالشكل المطلوب.

error:
Scroll to Top